بلدي نيوز- سما مسعود
على الرغم من حجم الدمار الكارثي الذي جعل من مدينة حلب أخطر مدينة في العالم، وعلى الرغم من 51 شهيداً ارتقوا في غضون دقائق، فما تزال حلب تنبض بالحياة.
فرق الدفاع المدني "رجال القبعات البيضاء"، يواصلون عملهم بعد كل قصف لإزالة آثاره، لا محواً للجريمة بل زرعاً للأمل في نفوس من عاينوا الألم وخبروه.
بينما أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان ديمستورا أنه في كل 25 دقيقة يموت سوري واحد، استشهد اليوم الخميس 40 وجُرح 90 آخرون في أحياء حلب المحررة، عبر 52 غارة جوية.
حياة رغم الموت
ما تزال الحياة قائمة بكل تفاصيلها في مدينة حلب، إبراهيم أبو الليث مدير المكتب الإعلامي لإحدى فرق الدفاع المدني في حلب قال لبلدي نيوز: "نزيل أنقاض القصف ليزول مشهد الدمار ولنساعد الأهالي على رؤية رونق الحياة المتبقي"..
وتابع قائلاً: "نزرع الأمل في نفوس المصابين".
مشاهد قاسية يعايشها أفراد الدفاع المدني، لم تكن لهم يوماً سوى دافعٍ للعمل بلا توقف.
ما تزال صورة وكلمات طفل حي الكلاسة الذي لم يعرف إبراهيم اسمه عالقة في ذهنه، حيث يقول إبراهيم لبلدي نيوز: "كنت أوثق عملية الإنقاذ بينما كان زملائي يقومون برفع الأنقاض عن جسم الطفل الصغير، رفع رأسه وقال (عمو لا تطالعني قبل ما تطالع ماما)".
لكن المثير أن الأم كانت قد فارقت الحياة قبل أن ينطق طفلها بهذه الكلمات، تابع رجال الدفاع المدني إنقاذ الطفل، ليتابع حياةً بلا أم؛ لكن في كل بيت حلبي أمٌ له، كما يقول الحلبيون.
تفاصيل حياتية
في ظل الخوف من القصف تتسرب الحياة بين الفينة والأخرى إلى أحياء حلب المحاصرة، ولادات جديدة قادمة توحي بمسقبل كبير، فبحسب ما قالت فاطمة الزهراء، وهي إحدى ساكنات مدينة حلب لبلدي نيوز: "بالرغم من القصف نشهد ولادات كثيرة هنا في حلب، فالغد الجميل قادم لا محالة".
ومع صدور بيانات الإضراب وتعطيل المدارس وتعليق صلاة الجمعة، ما تزال حلب تنبض بالحياة، فبالرغم من كل ذلك يمكنك أن ترى في أزقة وشوارع المدينة المنكوبة رجالاً يبيعون ما تبقى من محالهم التجارية على "بسطات".
"ما تزال الأسواق فاتحة أبوابها على الرغم من الخوف البادي على الوجوه"، قالت فاطمة.
اللافت للنظر أن النساء لا يخرجن أبداً إلا في حالات الضرورة، لكنهم يمارسْن حياة يومية كاملة التفاصيل داخل بيوتهن مع أطفالهن.
وتبقى حلب رغم محاولات سحقها قائمة بكل تفاصيلها وتفاصيل حياة أهلها، فهي وإن كانت في الماضي مدينة في طريق الحرير، فهي الآن مدينة على طريق النصر والصمود.